مؤشرات التداول.. كيف تتجنب الاستراتيجيات الوهمية؟


يعتبر التداول في الأسواق المالية أحد المجالات المثيرة التي تجذب الكثير من الأشخاص بهدف تحقيق الأرباح. أحد الأدوات التي يعتمد عليها المتداولون لتحديد حركة الأسواق هي مؤشرات التداول، وهي أدوات رياضية يتم استخدامها لتحليل البيانات السعرية للأسواق. ولكن مع كثرة المؤشرات المتاحة على الإنترنت، نجد أن البعض منها قد يكون وهميًا أو غير دقيق، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير صائبة. في هذا المقال، سنتناول أهم الأنواع الحقيقية للمؤشرات، كيف يمكن للمتداول التمييز بين المؤشرات الفعّالة والتقليدية، وكيفية تجنب الاستراتيجيات الوهمية التي قد تؤدي إلى خسائر كبيرة.

ما هي مؤشرات التداول؟
مؤشرات التداول هي أدوات تحليل تستخدم لمساعدة المتداولين في تحديد الاتجاهات العامة للأسواق المالية. يعتمد هذا النوع من التحليل على البيانات التاريخية للأسعار، مثل حركة الأسعار وحجم التداول، لتحديد الفرص المحتملة في الأسواق. تعد المؤشرات جزءًا أساسيًا من التحليل الفني الذي يهدف إلى دراسة الأنماط والتوجهات في الأسعار. تستعمل مؤشرات التداول من قبل المتداولين لتحديد اتجاه السوق، سواء كان صاعدًا أو هابطًا، وكذلك لاكتشاف النقاط التي قد يشهد السوق فيها تغييرات حادة. وتشمل هذه المؤشرات العديد من الأنواع مثل المتوسطات المتحركة (Moving Averages)، مؤشر القوة النسبية (RSI)، ومؤشر الاستوكاستيك (Stochastic Oscillator)، وغيرها.

أنواع مؤشرات التداول الأساسية:

  1. المؤشرات الفنية: هي المؤشرات التي تعتمد على تحليل حركة السوق فقط دون الحاجة إلى تحليل الأخبار الاقتصادية أو البيانات الأساسية للشركات. ومن أبرز هذه المؤشرات:
  • المتوسطات المتحركة (Moving Averages): يتم استخدام المتوسطات المتحركة لتحليل حركة الأسعار في سوق معين خلال فترة زمنية معينة. يساعد هذا المؤشر على تحديد اتجاه السوق العام.
  • مؤشر القوة النسبية (RSI): يستخدم RSI لتحديد إذا كان السوق في حالة شراء مفرط أو بيع مفرط. يُظهر هذا المؤشر قوة الاتجاه الحالي ويستخدم على نطاق واسع لتحديد نقاط الدخول والخروج.
  • مؤشر الاستوكاستيك (Stochastic Oscillator): يساعد مؤشر الاستوكاستيك في تحديد حالات التشبع في السوق سواء كان في حالة بيع مفرط أو شراء مفرط.
  1. المؤشرات الأساسية: هذه المؤشرات تعتمد على التحليل الأساسي للسوق، أي دراسة العوامل الاقتصادية التي تؤثر في حركة السوق مثل أسعار الفائدة، تقارير البطالة، بيانات التضخم، وغيرها. يستخدم المتداولون هذه المؤشرات لتحديد الفرص الاستثمارية الطويلة الأمد.

كيفية التمييز بين المؤشرات الفعّالة والمزيفة؟
من الواضح أن هناك الكثير من المؤشرات التي يتم الترويج لها على الإنترنت، ولكن لا يعني ذلك أن جميع هذه المؤشرات فعّالة. في الواقع، يوجد العديد من المؤشرات الوهمية التي تعد المتداولين بتحقيق أرباح ضخمة بسرعة، لكنها في الواقع لا تعكس تحليلاً دقيقًا للسوق. من هنا يأتي دور المتداولين في التمييز بين المؤشرات الفعّالة وتلك التي قد تكون مضللة.

  1. الاعتماد على البيانات الموثوقة: عند البحث عن مؤشر تداول، من المهم أن تبحث عن المؤشرات التي تعتمد على بيانات تاريخية موثوقة ودقيقة. هذه البيانات يجب أن تكون قابلة للتحليل بشكل شفّاف.
  2. استراتيجية محددة: المؤشرات الفعّالة لا تعتمد على التنقل بين أنواع مختلفة من الأدوات؛ بل هي جزء من استراتيجية تداول متكاملة تشمل التحليل الفني والأخبار الاقتصادية وتحليل الحجم والاتجاهات.
  3. البحث عن مؤشرات متاحة للاختبار: يجب أن يتمكن المتداول من اختبار المؤشرات في بيئات تداول حية أو تجريبية لضمان أنها فعّالة. فإذا كان المؤشر يعِد بوعود غير واقعية مثل تحقيق أرباح ضخمة في وقت قصير، فهو غالبًا مؤشر مزيف.

مخاطر استخدام المؤشرات الوهمية في التداول: استخدام المؤشرات الوهمية قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويضع المتداول في موقف محبط قد يتسبب في خسائر كبيرة. السبب الرئيسي لذلك هو أن هذه المؤشرات غالبًا ما تكون موجهة للتلاعب بالعواطف البشرية، مثل الوعد بتحقيق أرباح ضخمة دون مخاطرة.

  1. الاستراتيجيات المضللة: العديد من الاستراتيجيات التي تروجها بعض المواقع والوسطاء تتطلب اشتراكًا بمبالغ مالية ضخمة مقابل الحصول على مؤشرات وهمية. في هذه الحالات، غالبًا ما يتم خداع المتداولين باستخدام تقنيات لم تُثبت فعاليتها في السوق الحقيقي.
  2. الاعتماد الكامل على المؤشرات: الاعتماد على المؤشرات بشكل كامل دون دمجها مع استراتيجيات أخرى مثل التحليل الأساسي أو المتابعة المستمرة للأخبار قد يسبب فشلًا في التنبؤ بحركة السوق بشكل صحيح. المؤشرات يجب أن تكون جزءًا من استراتيجية شاملة لا تتجاهل العوامل الأخرى التي تؤثر في السوق.

أهم استراتيجيات استخدام المؤشرات الفعّالة:

  1. استراتيجية تقاطع المتوسطات المتحركة (Moving Average Crossover): يتم الاعتماد على هذه الاستراتيجية عندما يتقاطع المتوسط المتحرك القصير مع المتوسط المتحرك الطويل. عندما يحدث هذا التقاطع في الاتجاه الصاعد، فإنه يعد إشارة للشراء، وعندما يحدث في الاتجاه الهابط فإنه يعد إشارة للبيع.
  2. استراتيجية مؤشر القوة النسبية (RSI): يعتمد هذا النوع من الاستراتيجيات على قياس قوة الاتجاه السوقي. عندما يكون RSI أقل من 30، يعتبر السوق في حالة بيع مفرط وقد يكون مناسبًا للشراء، بينما عندما يكون RSI فوق 70، فإن السوق يكون في حالة شراء مفرط وقد تكون هناك فرص للبيع.
  3. استراتيجية الاستوكاستيك (Stochastic Oscillator): تُستخدم هذه الاستراتيجية لتحديد حالات التشبع في السوق، سواء للشراء أو للبيع. في حالة التشبع بالشراء أو البيع، يظهر المؤشر إشارات قوية للتبديل بين الاتجاهات.

هل يجب الاعتماد فقط على مؤشرات التداول؟
من المعروف أن المؤشرات تساعد المتداولين في اتخاذ قرارات مستنيرة، ولكن لا ينبغي الاعتماد عليها بشكل كامل. الأسواق المالية معقدة ومتقلبة، لذلك يجب دمج مؤشرات التداول مع استراتيجيات أخرى مثل التحليل الأساسي، التوقعات الاقتصادية، وتحليل البيانات ذات الصلة مثل الأخبار الاقتصادية والأحداث السياسية.


في نهاية، يجب أن يدرك كل متداول أن مؤشرات التداول هي مجرد أدوات ضمن مجموعة من الأدوات التي تُستخدم في اتخاذ القرارات الاستثمارية. ينبغي على المتداولين أن يكونوا حذرين عند اختيار المؤشرات وتجنب تلك التي تعد بوعود وهمية. إذا كنت ترغب في الاستفادة الحقيقية من مؤشرات التداول، تأكد من أنك تستخدم الأدوات التي تم اختبارها وأثبتت فعاليتها عبر الزمن.
لذا، إذا كنت ترغب في تعلم المزيد حول مؤشرات التداول وكيفية استخدامها بشكل صحيح، قم بمشاهدة الفيديو من هنا 

تقدر كمان تتابع كل ما يخص التداول من خلال السلسلة التعليمية تعليم التداول للمبتدئين على قناة اليوتيوب من هنا